الرميلي: 'التناحر بين الباجي والشاهد أدّى إلى فشل انتخابات 2019'
قدّم القيادي السابق بحزب نداء تونس والخبير في التنمية بوجمعة الرميلي، خلال استضافته في برنامج "جاوب حمزة"، الأحد 14 ماي 2023، تقييما للتجربة السياسية قبل 14 جانفي 2011، وبعدها، من خلال تجربته مع الحزب.
لماذا فشل نداء تونس؟
"حزب نداء تونس، في الواقع، كان يُفترض أن يُؤدّي مهمتيْن، هُما الانتصار الانتخابي وإعادة البناء الوطني، بيد أنّه أفرغ كلّ طاقته في مسألة الانتصار الانتخابي، وتناسى عديد الجوانب الأخرى، التي كانت تتطلّب وحدة ورؤية لم تتوفّر لنداء تونس"، وفق قول بوجمعة الرميلي الذي أشار إلى أنّ "البرنامج الذي أعدّه عدد من الخبراء من نداء تونس كان خارقا للعادة، وهو كتاب تضمّن أكثر من 200 صفحة، لكن لم يقرأه أحدا من النداء".
كما تحدّث بوجمعة الرميلي عن الراحل محمد الباجي قائد السبسي، الذي كان له هاجس الدولة المرتبط بالسياسة، بينما كان الهاجس الحزبي بالنسبة له أقلّ"، حسب تعبيره.
وتابع: "صحيح أنّ الدولة لم تنهر بعد حكم بن علي، لكنّها تضعضعت، وبالتالي كان استرجاع قوّة الدولة في ذلك الظرف، أمر صعب".
واعتبر الرميلي أنّ تونس البلد الوحيد الذي انتصر فيها حزب "عصراني" على حزب "ديني"، دون حصول حرب أهلية، عكس مصر التي شهدت عنفا قوّيا..".
''وكان ذلك بفضل الباجي والدستارة والتقدّميين والنقابيين، وبالنساء والصحفيين… حيث لعب الطابع التونسي دورا ليتمكّن النموذج التونسي من العبور الصعب.."، وفق الرميلي.
وأشار الرميلي إلى أنّه تُحسب إلى الباجي قائد السبسي المساهمة الفعّالة والفريدة من نوعها في "منع تونس من السقوط في سرداب".
وقال:" في وقت من الأوقات، عندما كثُر الضغط على الباجي قائد السبسي بخصوص المشكل الذي حصل بين ابنه حافظ ويوسف الشاهد، قال ''لو كان يمشيو الزوز ما تكونش خسارة لتونس..''.
كما أشار الرميلي إلى أنّ الحديث عن رئيسيْ الحكومة السابقيْن، يوسف الشاهد والحبيب الصيد، يُحيلنا إلى "العقدة الأساسيّة لمسيرة نداء تونس في السلطة وتقييم مسارها".
وأضاف أنّ "الحبيب الصيد ابن الدولة نظرا إلى أنّه كان موظّفا منذ فترة طويلة، وكلمة ابن الدولة تمنح مواصفات أخلاقية وإيجابية نحتاجها.. كما كان ملتزما بالقرارات السياسية والتوجّهات، متواضع، وطيّب".
"أمّا يوسف الشاهد، فهو من الشباب التونسي المثقّف، لكن وقع إدخاله في عملية مشبوهة وغير موفقّة.. ثمّ دفع ثمن ذلك، فحتّى عندما واجه صعوبات مع حافظ قائد السبسي، لم يجد من يُدافع عنه، لأنّه دخل في عملية مفبركة نسبيا".
وتابع: "عندما رأت النهضة أنّ الشاهد ضعُف جذبته إليها، وقلبته على الباجي، وهو ما خلّف في تلك الفترة "التناحر بين رأسيْ السلطة".. كلّ ذلك أوصلنا إلى فشل انتخابات 2019".
هل فشلت الثورة؟
شدّد ضيف "جاوب حمزة" على أنّ ثورة 2011 لم تفشل، بل حقّقت مكاسب على مستوى الحريات والحقوق، وإنهاء التسلّ والإنفراد بالحكم، لكنّ هذه المكاسب مهدّدة والثورة متواصلة ربّما بأشكال أخرى، وفق قوله.
وقال: "مُشكلة تونس ليست نصوص تشريعية، فهي لم تجد لحمة سياسية فكرية ثقافية مجتمعية تُنتج نصّا ثمّ تصلحه، مُشكلتها أيضا سياسة، فقد فشلنا في تكوين الأحزاب، زدْ على ذلك المسألة الاقتصادية".
كما عبّر بوجمعة الرميلي عن انشغاله الكبير من الوضع الراهن، في إشارة إلى الاعتقالات الأخيرة.
وقال: "نرى اعتقالات على أساس تآمر على الدولة أو فساد أو إرهاب.. لكن لم نر بعد أيّ إثباتات وأدلّة".
وأضاف الرميلي أنّ "رئيس الدولة قيس سعيّد له مشكلة خاصّة، فهو يرى نفسه خارج المنظومة وضدّها"، داعيا إياه إلى المشاركة والتحاور والتعويل على الكفاءات التونسية.